تستعد مصر حالياً لطرح منطقة رأس بناس الواقعة على الساحل الجنوبي للبحر الأحمر للاستثمار خلال الأشهر المقبلة، أملاً في تكرار نجاح مشروع رأس الحكمة الذي أطلقته الحكومة المصرية وتأثيره على اقتصاد البلاد. ويصف الخبراء هذه الخطوة بأنها ستدفع عجلة التنمية السياحية والاقتصادية في المناطق ذات المقومات الطبيعية المميزة وتضع البلاد على خريطة الاستثمار العالمية.
ويقول الخبراء إن مصر تريد التوسع في هذه البرامج لمساعدة البلاد على النمو الاقتصادي عن طريق دعم المشروعات السياحية والاستثمارية في أفضل الأماكن والشواطئ في مصر والتي تنافس اهم الشواطئ العالمية نظرا للعوامل المناخية والطبيعية التي تميز هذه الشواطئ الفريدة التي سوف تساهم بدورها في تحسين جودة السياحة في مصر.
المخطط العام للمنطقة
وفقًا لوسائل الإعلام المحلية، أعلن وزير الإسكان المصري شريف الشربيني أن الدولة بدأت في وضع مخطط استثماري لمنطقة رأس بناس بالبحر الأحمر، بهدف إتاحتها أمام السياح المحليين والأجانب.
وأشار الشربيني، خلال مؤتمر صحفي، إلى أن منطقة رأس بناس تتمتع بموقع جغرافي ملائم جدا ومتميز بفضل قربها من المدن الهامة وشاطئ ساحل البحر الأحمر المميز.
وتأمل وزارة الإسكان المصرية في أن تصبح رأس بناس أحد أهم الوجهات السياحية في محافظة البحر الأحمر نظراً لموقعها البكر الذي سيحظى بتصميم عالمي.
تقع منطقة رأس بناس على بُعد 350 كيلومتراً تقريباً من محافظة الأقصر وجنوب مدينة مرسى علم، وتضم المنطقة أكبر تجمع للشعاب المرجانية في العالم، حيث يمتد لسانها إلى ما يقرب من 50 كيلومتراً في البحر الأحمر. تعمل الحكومة المصرية حالياً على وضع خطة استثمارية للمنطقة.
وتأتي الرغبة في طرح منطقة رأس بناس للاستثمار بعد أشهر قليلة من توقيع الحكومة المصرية عقدا مع شركة” ADQ“القابضة الإماراتية لتطوير منطقة رأس الحكمة على ساحل البحر المتوسط، والذي يتضمن استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة 35 مليار دولار على مدى شهرين.
ويقع مشروع مدينة رأس الحكمة شمال القاهرة على مساحة 170.8 مليون متر مربع، وسيتم تطويره على مساحة 170.8 مليون متر مربع. وكانت الحكومة المصرية والشركة الإماراتية قد وقعتا اتفاقية في فبراير/شباط الماضي، مع إمكانية ضخ استثمارات تصل إلى 150 مليار دولار خلال فترة تطوير المشروع.
وتقدر مساحة رأس الحكمة بـ 170 مليون متر مربع، بينما تبلغ مساحة رأس بناس 200 مليون متر مربع. وهذا ما يفسر أن صفقة رأس بناس تقدر قيمتها بحوالي 2 تريليون جنيه مصري (41 مليار دولار)، بينما تقدر صفقة رأس الحكمة بحوالي 1.750 تريليون جنيه مصري (36 مليار دولار).
فرصة رائعة
يحد شبه جزيرة رأس بناس بمحافظة البحر الأحمر من الشمال مرسى علم ومن الجنوب حلايب وشلاتين. وهي منطقة ساحلية تتمتع بإمكانات طبيعية هائلة تجعلها موقعًا متميزًا للاستثمار العقاري والسياحي، وفقًا للخبير السياحي عاطف عبد اللطيف، على الرغم من مميزاتها الطبيعية الرائعة، إلا أنها غير مستغلة بشكل كافٍ يساعد الدولة على تحقيق أهدافها في زيادة السياحة من 15 مليون زائر حاليًا إلى 30 مليون زائر.
ووفقًا لعبد اللطيف، فإن رأس بناس تتميز بموقعها الجغرافي المميز، حيث تقع على الشاطئ الجنوبي للبحر الأحمر بالقرب من حلايب وشلاتين، مما يجعلها نقطة جذب للسياح من جميع أنحاء العالم. ويمكن الوصول إليها بسهولة نظراً لقربها من مطار مرسى علم الدولي.
وبالإضافة إلى تمتعها بطقس معتدل على مدار العام مما يجعلها وجهة مفضلة للسائحين في جميع الفصول، وخاصةً الشتاء، فإن المنطقة تضم العديد من الشعاب المرجانية النادرة والمحميات الطبيعية، مما يجعلها مكاناً رائعاً للغوص والسياحة البيئية. كما أن المعالم التاريخية والمواقع الأثرية تجعل من المنطقة وجهة سياحية متكاملة تمزج بين الطبيعة والتاريخ.
ويتوقع الخبير السياحي أن يتضمن المخطط الرئيسي لرأس بناس مشاريع تعزز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بما في ذلك إنشاء الفنادق والمنتجعات السياحية، وتطوير البنية التحتية الحديثة، بما في ذلك الطرق والمرافق الخدمية. كما ستتم حماية البيئة الطبيعية الفريدة للمنطقة لضمان استدامة المشروع وجاذبيته على المدى الطويل.
زيادة في صناعة البناء والتشييد
تأمل الحكومة المصرية في تحقيق العديد من الأهداف الاستراتيجية والاقتصادية من خلال إتاحة رأس بناس للاستثمار، ومن بين هذه الأهداف زيادة السياحة. ومن المتوقع أن تؤدي المشروعات الاستثمارية في المنطقة إلى زيادة أعداد الزائرين، خاصةً مع تزايد الطلب على السياحة البيئية والسياحة البحرية.
بالإضافة إلى ذلك، سيؤدي توسع المنطقة إلى توفير فرص عمل جديدة في قطاعات الخدمات والبناء والسياحة. وعلاوة على ذلك، أضاف بدرة قائلاً:” كما أنها جزء من استراتيجية الحكومة لتنويع مصادر الدخل القومي وتقليل الاعتماد على المناطق السياحية التقليدية مثل القاهرة والأقصر وشرم الشيخ. “وذكر بدرة أيضًا أن الحكومة تستثمر في وجهات سياحية جديدة مثل رأس بناس.
” ستحقق رأس بناس هدف مصر لعام 2030 المتمثل في جذب 35 مليون زائر. “
وتأمل الحكومة من خلال هذا المشروع في جذب استثمارات كبيرة قدرتها بعض التقارير بأنها تصل إلى 120 مليار دولار. ويشير التقرير إلى أن منطقة رأس بناس تضم واحدة من أكبر تجمعات الشعاب المرجانية البكر في العالم، مما يزيد من قيمتها كوجهة سياحية بيئية فريدة من نوعها. وبالإضافة إلى ذلك، فإن مناخ المنطقة المعتدل على مدار العام والتيارات الهوائية تجعلها وجهة سياحية على مدار العام. يهدف المشروع إلى مساعدة مصر على تحقيق رؤيتها السياحية لعام 2030 التي تهدف إلى استقطاب 35 مليون زائر.
وتعتزم الدولة إدراج منطقة رأس بناس التي تقع بين مرسى علم وحلايب وتحتوي على أكبر نظام بيئي للشعاب المرجانية النادرة، ضمن أهم الوجهات للاستثمار والتنمية السياحية قريباً. وقد تم الإعلان مؤخراً عن منطقة رأس بناس كموقع لمشروع سياحي استثماري.
